فراق ... بقلم/ رانيا محمود قنديل

فراق
ـــــــ
رانيا محمود قنديل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاءت لى وقالت:
- أريد أن أزور قبرها يا أيمن.
قلت لها:
- قبر من يا آمنة؟
ردت قائلة:
- قبر أمى،ألم تتذكر..اليوم الذكرى السنوية الأولى لوفاتها.
أجبت:
- نعم تذكرت،ولكن لم يجل بخاطرى أن سنة كاملة قد مرت على وفاتها.
قالت:
- لم تجبنى..سنذهب يا أيمن؟
قلت:
- سنذهب يا آمنة..سنذهب.
وافقتها على طلبها وكنت أشعر حينما أرفض لها طلبا بضيق شديد
فهى فى أشد الحساسية تغضب من أقل شئ وكنت أحبها فأنفذ لها معظم ما تطلبه منى.
ذهبنا معا وحدثتها عن أشياء كثيرة،
كنت تسيرين خلفى يا آمنة والخوف والرعب مسيطران عليك وكنت تتشبثين بملابسى وتقولين:
- الطريق أطول مما كنا نتوقع.
قلت لك:
- لا تخافى يا آمنة فأنا معك ولن أتركك.
كانت تنظر إلى وعلى شفتيها ابتسامة مختلطة بخوف وحذر.
تحدثت معها كثيرا لأهون عليها طول الطريق،لكنها كانت تنظر إلى ولا تعلق.
قلت لها:
- ما بك يا آمنة؟
أخذت تحدق فى وجهى ولم تجب.
شعرت بخوف شديد وكأن نظرتها تلك إلى نظرة وداع،
وكنا قد قطعنا نصف الطريق وعلى وشك الوصول إلى قبر والدتها
وقبل أن نصل....رأيتها بعدت عنى، وطرحت على الأرض مرتدية ثوبا أبيض،
رائحتها الذكية تصل إلى أنفى، ورأيت أشجارا ملتفة حولها،
وزهورا من فل وياسمين مزروعة بجوارها،
فبكيت بكاءا حارا،وتذكرت الأيام السعيدة التى قضيناها معا وقلت فى نفسى:
وداعا يا آمنة.............وداعا.

بقلم رانيا محمود قنديل

صدق المثل القائل يا رانيا :
بنت الوز عوام

قصة رائعة جدا
أتمنى لك التوفيق و مزيد من النجاح