رسالة عتاب إلى أحد أحبتى والذى قد طال غيابه

سلاما يناطح السماك ويجارى الأفلاك
أيها النطاسى النقريس
والضيغم النحرير
إنه لما كان من أمر الجوى فى القلب حرقة وفى الفكر عثرة
وانطوى الأمر منى على بعض حيرة وضنت العين ولو بعبرة
وتدهورت الروح تدهورا لايليق بمن يتخذها دليلا
وأصبح الماء آسنا بعدما كان عذبا فراتا سلسبيلا
على غير ذنب أتيناه ولا جرم ارتكبناه
حتى أصبحت لا أندم على تنادم
ولا أبقى على تقادم
ولسان المقال يعالج لسان الحال بــ"هذا فراق بينى وبينك"
ولكن الحال ينكر عليه بهامة الفهم وحماقة الحكم
لطالما تمنيت ألا يسعف المداد الكلم
ولكن الكلام يأبى إلا أن يكون
رغما عنى وقسرا علي
وإننى كلما أملت شيئا عافنى
وما وجدت من الأشياء شيئا رامنى
فآثرت الصهباء وهيام اليهماء
إلا أن تدركنى منكم روح فأكون من الأحياء
والسلام