كما أخبرتك من قبل.. أجمل ما في نصوصك أنها محكمة.. لا ترهل هنا أو هنات هناك.. لغتك راقية وصورك جميلة وبعيدة عن الأكلشيهات اللغوية التي يقع فيها حتى كبار الكتاب.. كما أن أفكارك ثرية..
فقط تبقى المشكلة -في رأيي- في السرد..
سرد التسعينات البارد المحايد الرتيب الذي لا مجال فيه لرؤية فنية "على الأقل على مستوى الشكل".. والربكة المعتادة والحيرة ما بين الذاتي والعام.. دائمًا ضمير الغائب.. ودائمًا هناك رتابة تكرار الجمل على ذات النسق.. ربما يتخلل ذلك وصف "كما البداية هنا" أو يتم تضفيره في السرد.. ونادرًا ما ألمح مونولوج داخلي.. لكن تبقى رتابة توقع تكرار الفعل أو الجملة الفعلية.. وحدة الزمن أيضًا هو عامل مساعد وصفة بارزة.. حتى إن كان النص على مستوى زمني متعدد فإن الإنتقال بينهم يتم بشكل صريح ومباشر وتقريري.. لا أتحدث بالمناسبة عن نصك هذا تحديدًا, وإنما عن النصوص المشابهة..
ربما يكون تغيير ضمير الغائب المعتاد هو البداية.. "أتحدث كذلك بشكل عام لا عن هذا النص بالتحديد"..
وأعتذر إن كنت تجاوزت حدودي.. فأنت تبقى أستاذ.. وأبقى أنا تلميذ, ولا أقصد أبدًا والله الفارق العمري..