اطلالة على زمن مضى

نبذة عن الشاعر[b]

شاعرنا و بطلنا هو ..
الشاعر / محمد الصادق جودة
عضو اتحاد كتاب مصر
عضو نادى أدب كفر شكر
و هو من مواليد كفر شكر و المقيمين بها.
دفع شاعرنا اغلى ضريبة قد يقدمها مصرى مخلص محب لوطنه و هى ضريبة الدم متطوعا فى صفوف القوات المسلحة و كانت البداية منذ نكسة 67 و التى خلفت فى قلب شاعرنا و الأمة كلها المرارة و الألم و الحصرة . وخاض حرب الاستنزاف ببسالة فكان بين جنوده رفيق و صديق لا قائد و ضابط يده بيدهم فعله قبل قوله ، و عمله يبرهن عن أصله. و جاءت لحظة الثأر ورد الكرامة التى كان ينتظرها بشغف و ترقب مع كل المصريين فى حرب أكتوبر 1973 ، فسطر مع رفاقه أبطالنا البواسل صفحات الرفعة و المجد و الشرف فى كتاب التاريخ بعبورهم المعجز وانتصارهم الذى يذكر بانتصار بدر.
و بعد الانتصار العظيم طلب تسوية حالته من القوات المسلحة رغبة منه فى ممارستة حياته الأدبية و الفنية ليترك المدفع و البندقية و يتسلح بالقلم و المداد . فعمل مدرسا للخط العربى فى كفر شكر و بنها بعد حصوله على دبلوم الخط العربى و التذهيب .
و ظهرت ابداعاته الشعرية الرائعة الغزيرة تتغنى بالوطن و بالأمجاد ،وتتنفس هموم الأمة و تجوب وديان النفس البشرية و بحارها فتخرج لؤلؤا و مرجانا و جواهر ، و تشيع فى النفوس عبقا فياضا فضفاضا ، و لم يبخل على الوطن بابداعاته حبيسة الأدراج بل أطلقها حرة تنشر فى الصحف و المجلات الأدبية تشدو.. و تشكو.. و تبكى.. و تتبتل.. و تدعو .. و تحرك قلوبا و هموما و عزائم .
تقدم بديوانين من شعر الفصحى الى اتحاد كتاب مصر و نال العضوية العاملة منذ عام 2002 . و له حتى الآن ستة دواوين ، منهم خمسة دواوين شعر فصحى و ديوان واحد شعر عامية وهم على التوالى .
- أصداف البحر الطافية ( فصحى)
- تحت سماء لا تمطر ( فصحى)
- عند الشاطىء الغربى ( فصحى)
- عبق البين و مناداة الرروح ( فصحى)
- و لا ينفع عندنا الصفصاف ( عامية)
- بين أروقة العواصف ( فصحى)
و هو فى سبيله للاعداد للديوان السابع ان شاء الله

و كان شاعرنا فى حله و ترحاله من سيناء الى السلوم و من مطروح الى أسوان يحمل بلده كفر شكر بداخله لا تفارقه تؤنسه وحشته و عند الضيق تخفف عنه . فكان يستمد طاقته و عزيمته و قوته من شذى ترابها و عبير زهور البرتقال و الليمون و ظلال كرمة العنب و الجميزة و مرح الطفولة وأحلام الصبا و دعاء الشيوخ و أمنيات النساء ...
ففى قصيدته (اطلالة على زمن مضى) من ديوانه (عند الشاطىء الغربى) الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة يتناول كفر شكر بكل ما أودع الخالق فيها و أبدع.

فى بواكير الصبا
و ميعة العمر الذى مضى
كانت أذقة قريتى
حبلى بكل أنواع البراءة
ضحكاتنا البلهاء تشنق خوفنا
تجتاز كل حواجز المجهول
الرب قد أهدى الكنانة نيلها
و النهر يأوى قريتى
بالشاطىء الشرقى
كالأم تحتضن الوليد فى رفق و شوق
****
فى كفر شكر قريتى
يجتاحها ..
دلال العشق من أشجار البرتقال
و جدائل الكرم الشهى
تعانق الليمون فى غزل عفيف
و من أريج عطر الصبا
أشم عبير الطين بين ربوعها
و بين عطائها السخى
قد أينعت طفولتى
و اسرجت شيخوختى
و تعطرت مسافة
بين الطفولة و الهرم
****
و كفر شكر بلدتى
تجرى بأوردتى
جرى الدماء الى الحياة
و أينما أكون قد وليت مهجتى
يكون وجهها
متلألئا سناه
و يفر قلبى نحوها
كفرار طير خافق نحو الفضاء
و أبى..
هو ذلك الشيخ الذى..
قد كان بينه و بين الله عهد
فحين يرتل القرآن أذكر عنده (داوود)
(..و الطير محشورة كل له أواب)
يا أيها الشيخ المبجل
طاب مرقدك الأخير
سلمت دماغك حينما
آويتنى فى كفر شكر
أمى التى ....
قد عاندت أحوالها السنون
و هاجرت من حجرها الأمانى
الصبر قد تجلد من بقايا صبرها
حتى توارت فى ترابك الحنون
كفر شكر بلدتى
****
انى استقيتك من مرايا شقوتى
و تناثرت بالعقل أوراق الرؤى
مازلت أذكر صبية
كانوا رفاق الخير و السوء معا
أحلامنا العرجاء تدفعنا لأن..
نحكى عن الزوجات الساكنات بيوتنا
و كأننا..
صرنا رجالا..
تحت وقد شموسها
نتعجل السنوات قبل زماننا
و عجائز الشجر المعتق تستقى
رحيق حب الكائنات جميعها
جميزة البدوى
على مشارف قرينى
ترف أنفاس الفضيلة فوقها
كالناسك الأبدى..
يوزع البركات
و وجه الأرض مصفرا بزهر القطن
و لئن تمخض لوزه
تزان الأرض بالديباج
ثم السندس الأبيض
وحين يحين حين الجنى
تحيل الأرض بشرتها
بلون الفجر حين يكون مبتسما
****
و فى شقشقات الضحى و البكور
يبوسيبوس الضباب ذرا عشبها
و تزرع الشمس أعوادها
فتلقى على وجهها بسمة
و تبعث من مرقدها الحياة
و نعدو..
و نلهو..
و نغدو كدمى
تداعب أطيافها النسمات
****
و فى هسهسات المساء الحزين
و بين مصابيحه الخافتات
تهدأ كل مواويلنا
و نأتى بأعواد قمح و بوص
و ننسج منها قصور الهواء
نقص أقاصيصنا المستحيلة
و نغقو تحت ظلال الدجى
لنصحو..
عند ابتسامات الفجر
****